تحميل كتاب التاريخ الثالث الثانوي السودان 2026-1447بصيغة pdf . تنزيل كتاب التاريخ الثالث الثانوي السودان 2026. تصفح وعرض أونلاين على موقع الكتاب24.
الثورة والدولة المهدية ١٨٨١م - ١٨٩٨ م تهدف الثورة إلى التحول السريع من حال إلى حال أفضل وقد تحدث الثورة في مجال الصناعة وتعرف بالثورة الصناعية او في مجال الزراعة وتعرف بالثورة الزراعية وكذلك الحال بالنسبة لنظم التعليم والدساتير وغير ذلك ، ولكن حينما يتعلق أمر الثورة بنظام حكم قائم وإزالته فالثورة تعني اللجوء للقوة لاحداث التغيير المنشود . وبهذا المفهوم أستحق الجهاد والنضال العنيف الذي قاده محمد أحمد بن عبد الله (المهدي) وأنصاره ضد الحكم التركي - المصري الذي كان جائماً على البلاد منذ عام ۱۸۲۱م استحق ذلك الجهاد اسم الثورة. والثورات عادة تقع وتنجح إذا توفرت لها أربعة عوامل، هي:
وقد تجمعت كل هذه العوامل في واقع السودان عام ۱۸۸۱م حينما اندلعت الثورة المهدية لتبلغ قمة نجاحها باجتياح الخرطوم وتحريرها في يناير ١٨٨٥م أما صفة المهدية التي الحقت بتلك الثورة فتعود إلى عقيدة كانت رائجة في العالم الإسلامي تقول بظهور المهدي المنتظر الذي يقود حركة إصلاح ديني تملا الأرض عدلاً بعد أن تكون قد امتلات جوراً وظلماً . وكان ذلك حال السودان حينما أعلن محمد أحمد بن عبد الله أنه المهدي المنتظر ، فصدقه الناس وآمنوا به لما تحلى به من صفات الصلاح والاستقامة والعزيمة الصادقة ، فقادهم من نصر إلى نصر إلى أن حرر البلاد. ولم يكن هدف المهدي تحرير السودان وحسب وإنما إكمال رسالته التي امن بها وبخاصة في العالم الإسلامي ولكن المنية وافته بعد فتح الخرطوم بقليل وبقي على خليفته إدارة الدولة من بعده وإكمال رسالة المهدية وظل الخليفة قائما على ذلك حتى استشهاده في عام ١٨٩٩م .
نشأة محمد أحمد المهدي : ولد محمد أحمد بن عبد الله بن فحل في جزيرة لبب في منطقة دنقلا عام ١٨٤٣م ، وتنتسب أسرته إلى الاشراف ، وهي أسرة ذات شهرة دينية . وقد اشتهرت بضاعة المراكب والسواقي ، فبرع والده في هذه المهنة التي ازدهرت إبان الحكم التركي - المصري في السودان . وعندما شحت الاخشاب في منطقة دنقلا ، رحل والده إلى كرر شمال الخرطوم حيث واصل مهنته . ولم تطل إقامته فيها ، إذ سرعان ما عاجلته المنية ، وبعد حين لحقت به زوجته . شب محمد أحمد يتيما وأظهر - في وقت مبكر - عزوفه عن مهنة الأسرة ، ومال للعلم ، فدخل خلوة كرري ثم خلوة الخرطوم وانتقل منها إلى قرية كترانج في الجزيرة فتتلمذ على الشيخ الأمين الصويلح ، ووجد عنده مناخاً للدراسة أرحب . ترامت إلى مسامعه بعد ذلك شهرة خلاوي الغبش بالقرب من برير فهاجر إليها وتتلمذ على شيخها محمد الخير عبد الله ، فنهل من علوم التوحيد والفقه ومبادئ التصوف ، فكان يمضي نهاره في حلقات الدرس والعلم ، وليله في التهجد ، فظهرت عليه علامات الصلاح والتقوى ، ومالت نفسه إلى الزهد والتقشف ، فرفض الأكل من جرايات الخلوة المشتبه في أمرها ، لانها كانت مدعومة من الحكومة بالذرة ولمال . علم الشيخ بأمر محمد أحمد ، وسره سلوكه ، فخصص له طعاماً من محصول سواقيه الخاصة .
وبعد أن نهل من علوم خلوة الغبش ، فكر في الرحيل إلى مكان آخر عسى أن يجد فيه سعة من العلوم الدينية ، ومزيداً من التصوف . فرأى أن الحقيقة لا تنقلها الكتب وحدها إذ لا بد من أخذ الطريقة على شيخ مشهور فنمى إلى علمه شهرة خلوة ام مرحي بقرية الشيخ الطيب - شمال الخرطوم فقصدها ، وتتلمذ على شيخها محمد شريف نور الدائم ، حفيد الشيخ أحمد الطيب البشير ، مؤسس الطريقة السمانية في السودان فانكب على اذكارها وأورادها ، وفني في خدمتها سبع سنوات . وكلما تفقد الشيخ حيرانه بالليل ، لم