تحميل كتاب الفيزياء الثالث الثانوي السودان 2026-1447بصيغة pdf . تنزيل كتاب الفيزياء الثالث الثانوي السودان 1447. تصفح وعرض أونلاين على موقع كتاب24.
(1-1-1) مقدمة : ترتبط حياتنا بشكل مباشر بالمجال التثاقلي للأرض مجال الجاذبية الأرضية ، حيث تتأثر أجسامنا مباشرة وكل الأجسام الموجودة على كوكب الأرض بما في ذلك الغلاف الجوي حول الأرض بهذا المجال . كما يرتبط تعاقب الليل والنهار وتعاقب فصول الشتاء والصيف والخريف بدوران الأرض حول محورها ودورانها حول الشمس الناتج عن وجود تجاذب بين الشمس والأرض وبقية كواكب المجموعة الشمسية (انظر شكل (1-1)) بل أن التجاذب يمتد حتى يشمل التجاذب بين الشمس وكل نجوم المجرة وبين المجرات المختلفة في الكون.
فمجرة درب التبانة لأنها تشبه دربا به تبن وهي التي تقع فيها المجموعة الشمسية وبها بلايين النجوم ، حيث تجري الشمس حول مركزها ومعها كل المجموعة الشمسية بسرعة تبلغ حوالي 250 كما ث (أنظر شكل (1-2)) ، ويقول الله تبارك وتعالى في سورة يس والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ) والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم ( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ) . وكلمة فلك تعني مدار.
(2-1-1) جذب الأرض للأجسام : من البداهة لكل إنسان إدراك ظاهرة سقوط الأجسام نحو سطح الأرض، مما يدل على جذب الأرض لهذه الأجسام ولولا هذا الجذب لظلت في مكانها ولم تسقط.
ولقد عرف المسلمون منذ القرن التاسع للميلاد قوة التثاقل الناشئة عن جذب الأرض للأجسام وأطلقوا على هذه القوة اسم القوة الطبيعية وهي ما نسميه اليوم بقوة التثاقل أو وزن الجسم . وقد عبر عن ذلك العالم " البيروني بقوله" لا محالة أن الخلاء الذي في بطن الأرض يمسك الناس حواليها. أما الشريف الإدريسي ( 493 هـ - 565 هـ ، 1100م - 1170م ) فقد ذكر في كتابه نزهة المشتاق في اختراق الآفاق " أن الأرض جاذبة لما عليها من الثقل بمنزلة حجر المغنطيس الذي يجذب الحديد " . كما أدركوا أن قوة التثاقل تتعاظم كلما كبر الجسم حيث أورد ذلك العالم ابن سينا في كتابه الإشارات والتنبيهات. كذلك أكد العالم الخازني (515) هـ ، (1170م) أن الأجسام الساقطة تنجذب نحو مركز الأرض، وأن اختلاف قوة الجذب يرجع إلى المسافة بين الجسم الساقط وهذا المركز. وهذا بالضبط ما أكده العلم لاحقا.
ثم بذلت بعد ذلك مجهودات أخرى عديدة لفهم طبيعة جذب الأرض للأجسام أهمها مجهودات العالم الإيطالي جاليليو (1564-1642م) والذي أجرى التجربة المشهورة من فوق برج بيزا المائل والتي أثبتت أن الأجسام ذات الكتل المختلفة والتي تسقط من ارتفاع واحد تصل في نفس الزمن إلى الأرض. أما العالم الإنجليزي المشهور اسحق نيوتن (1642-1727م) فقد استطاع صياغة قانون التثاقل (التجاذب) الأرضي في صورة معادلة رياضية . حيث ذكرت بعض المراجع إن تفاحة سقطت قرب نيوتن عندما كان يجلس تحت شجرتها مما جعله يتساءل: لماذا سقطت هذه التفاحة إلى اسفل ؟ وعندها افترض أن هنالك قوة تجاذب بين الأجسام والأرض وهى التي أجبرت التفاحة على السقوط إلى أسفل.